وفاة “ملهمة بيكاسو”.. الرسامة والكاتبة فرانسواز غيلوت

توفيت الفنانة الفرنسية، فرانسواز غيلوت، عن 101 عاما قضتها في الكتابة والتأليف والرسم، وعرفت بكونها واحدة من “ملهمات” الرسام العالمي الشهير بابلو بيكاسو وأما لاثنين من أطفاله.

وتعرفت غيلوت على بيكاسو في باريس، وفقا لواشنطن بوست، حيث التقى الاثنان في حانة صغيرة كانت غيلوت تتناول العشاء فيها عام 1943.

في ذلك الوقت كان بيكاسو يبلغ من العمر 61 عاما، بينما كانت هي تبلغ من العمر 21 عاما فقط.

ووفقا لواشنطن بوست فإن بيكاسو قال لغيلوت حينما سمع أنها رسامة “هذا أطرف شيء سمعته طوال اليوم”، معلقا على أناقتهما “الفتيات اللواتي يبدون بهذه الطريقة لا يمكن أن يكن رسامات”.

أصبحت غيلوت بعدها حبيبة لبيكاسو، وأما لاثنين من أطفاله، وفقا للصحيفة، وأيضا “المرأة الوحيدة التي قامت بهجره” على الإطلاق، وفقا لرواية بيكاسو نفسه.

وخلال بداياتها، رسمت غيلوت أعمالا سياسية، أولها كانت انتقادا مضمرا للنازيين الذين كانوا يحتلون باريس في ذلك الوقت، وهو عبارة عن صقر محنط مع برج إيفل في الخلفية.

كما نشرت مذكرات ومجموعات شعرية، وأمضت سنوات في النزاع ضد “تعريفها من خلال الرجال في حياتها”، ومن ضمنهم بيكاسو وصديقها هنري ماتيس وزوجها الثاني، عالم الفيروسات الأميركي جوناس سالك، الذي ساعد في القضاء على شلل الأطفال.

وقالت السيدة غيلوت إن هؤلاء الرجال أثروا عليها وألهموها بالتأكيد “لكن لم يكن هناك سبب لاعتبارها شخصية داعمة وليست شخصية قيادية”، مضيفة “الأسود تتزاوج مع الأسود، وليس مع الفئران”.

كتبت في مذكراتها الأكثر مبيعا، “الحياة مع بيكاسو”، إن علاقتها كانت “كارثة لم أرغب في تجنبها”، ووصفتها بأنها “قصة حب عاطفية مرضية فكريا وفنيا شابتها حلقات من الإساءة الجسدية والعاطفية”.

وعاشت غيلوت مع بيكاسو لما يقرب من عقد من الزمان، وقضيا كثيرا من وقتهما في فيلا ريفييرا المعروفة باسم لا غالواز، حيث قدم بيكاسو غيلوت إلى أصدقاء من بينهم فلاسفة مثل جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار، والمخرج والفنان جان كوكتو، والرسامين جورج براك وماتيس.

وقالت غيلوت إن ماتيس، وهو فنان بارز جدا، طلب أن يرسمها بألوان مميزة، مما أثار غضب بيكاسو ودفعه إلى رسمها بنفسه في لوحة “La Femme-Fleur” بنفس الألوان التي اقترحها ماتيس.

قام بيكاسو لاحقا بدمج غيلوت وطفليهما ، كلود وبالوما، في عدد من أعماله.

وسجلت غيلوت عددا من الإساءات الجسدية والعاطفية التي قام بها بيكاسو، بحسب ما تقول، منها إحراقه خدها بسيجارة، وعندما انفصلا أخيرا، في عام 1953 ، قالت إنه “سعى إلى الانتقام من خلال تخريب مسيرتها الفنية، وإقناع بعض صالات العرض بعدم عرض أو بيع لوحاتها”.

لكنه لم ينجح بمنع نشر مذكراتها، ورفع دعوى قضائية ثلاث مرات في محاولة فاشلة لمنع إصدارها.

وهاجم أنصار بيكاسو الكتاب، واصفين إياه بالتشهير والانتقام.

لكنه أصبح منذ ذلك الحين عملا مرجعيا قياسيا للنقاد، وفقا لواشنطن بوست.

Leave A Reply